صعدة برس - أكد لــ(اليمن اليوم) عضو مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح: "إن معظم الجثث التي تم دفنها مؤخراً باعتبارها (مجهولة الهوية) ليست كذلك، لافتاً إلى أن جثة ابنه الذي قتل في إحدى عمارات (الأحمر) كان قد كتب عليها (مجهول) مع أنهم سلموني كل ما بحوزته من أوراق وبطائق، ويعرفون أدق التفاصيل عنه"، على حد قوله.
وطالب عبد السلام البحري الذي لا يزال عضواً في الهيئة العليا للتشاور الوطني التي يرأسها القيادي في الإصلاح حميد الأحمر: "التحقيق في قضية دفن الجثث المجهولة باعتبارها جريمة بحد ذاتها وأن وراء دفنها خفايا وأسراراً يراد لها أن تدفن".
وشدد البحري -والد أحد الضحايا- أن لديه من المعلومات ما يؤكد بأن ابنه (مصطفى) قتل في حادثة لا علاقة للنظام السابق بها، مضيفاً: "إن عدداً من الجثث هي لشباب مستقلين مدنيين يخالفون توجهات التيار المتشدد داخل حزب الإصلاح تم اعتقالهم من الساحة بتهمة الانتماء للأمن القومي وتصفيتهم دون التحقق من صحة ما نسب إليهم".
وقال البحري إن ابنه (مصطفى) هو أحد ضحايا الانفجار الذي حصل داخل عمارة تابعة لــ(حميد الأحمر) في حي النهضة شمال الفرقة الأولى مدرع بتاريخ 24/5/2011م، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 51 شخصاً مجدداً في سياق تصريحه للصحيفة ما كان أكده عقب الحادثة بأسبوع بأن "لا علاقة للطرف الآخر -الشرعية- في الانفجار" متهماً أطرافاً في الفرقة الأولى مدرع وحزب التجمع اليمني للإصلاح.
ولفت إلى أن "قيادات في الإصلاح اعترفت لي مؤخراً أثناء إقامة العزاء بحضور رئيس هيئة الأركان بصحة كلامي عن الحادثة إلاّ أنهم لا يزالون يصرون بأن الحادث وقع بالخطأ ولم يكن عمداً.. ومع ذلك أشكرهم على شجاعتهم".
وأضاف مستغرباً: "العمارة التي وقع فيها الانفجار هي الوحيدة التي حرص أصحابها على ترميمها دون غيرها من العمارات والمباني ما يعني أنهم تعمدوا طمس معالم الأدلة"، مشيراً إلى أن لديه من الصور والاستدلالات للمبنى قبل الترميم والكثير والكثير.
وأوضح عبد السلام البحري في سياق تصريحه لـ(اليمن اليوم) بأنه ظل أربعة أيام متتالية يطالب تسليمه جثة ابنه ولولا علاقته كقيادي في الإصلاح ربما لما حصل عليها.
وتابع: "والمشكلة أنني فوجئت عندما شاهدت جثة ابني مكتوب عليها (مجهول) مع أنهم يعرفون أدق التفاصيل عنه وأسرته، وكانوا قد سلموني وثائق وملابسه دون انتقاص، أو حرق أو قطع"، ولفت إلى أن لديه صوراً لجثة ابنه مكتوب عليها (مجهول)، وعن السر وراء ذلك قال: "لا شك أنهم فعلوا ذلك لنوايا مبيتة ولأنهم يدركون جيداً أن لا علاقة للطرف الآخر بمقتلهم".
الجدير ذكره أن عبد السلام البحري، عضو مجلس الشورى في حزب التجمع اليمني للإصلاح كان قد أعلن استقالته قبل حادثة مقتل ابنه، وبين أسباب الاستقالة قائلاً: "اختلفنا أثناء اللقاءات والنقاشات مع بداية الأزمة في قضايا هامة، وأطروحاتي الكثير منها مسجلة لدى أرشيف قناة الجزيرة ولمن يبحث عنها سيجد أنني كنت أعترض على الكثير من المخالفات والتجاوزات التي لا ترضي الله ولا رسوله".
وأضاف: "وفي حالة معينة وعندما وجدتهم قد انحرفوا كثيراً عن شرع الله لمصالح سياسية قررت أن أنأى بنفسي وأعلنت استقالتي".
وأشار البحري في ختام تصريحه إلى سلوكيات حزب الإصلاح في الآونة الأخيرة قائلاً: "لا تخدم أمن واستقرار اليمن"، وتطرق إلى اشتباكاتهم المسلحة المتقطعة مع جماعة الحوثي في الشمال والحراك الجنوبي في الجنوب. وقال: "مشكلة النافذيين في الإصلاح أنهم لا يقبلون بالآخر ولا بالتعدد السياسي والمذهبي"، منتقداً توزيعهم التهم لكل من يخالفهم الرؤى أو يشكل حجر عثرة أمام طموحاتهم. وذهب إلى القول بأنهم -الإصلاح- يدفعون الناس في الشمال للتعاطف مع جماعة الحوثي، كما أنهم من خلال توزيع تهم الخيانة والعمالة والممارسات الاستفزازية لأبناء الجنوب فإنهم: "يدفعونهم نحو الانفصال وكره أي شيء يمت للوحدة بصلة".
وكان قد تم دفن الجثث التي قيل إنها مجهولة الهوية، في صنعاء وتعز بتاريخ 26 رمضان، بعد إحضارها من مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، ومستشفى حكومي في تعز بإشراف اللجنة التنظيمية للثورة، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة في أوساط المكونات الشبابية والمستقلة، ملمحين إلى وجود ما أسموها "خفايا وأسرار يراد لها أن تدفن من قبل الجهات القائمة على عملية الدفن".
*صحيفة اليمن اليوم
|